مقالات و أراء

مبادرات “المثمر” تبحث تعزيز صمود نساء العالم القروي في وجه التحديات ”منقول”

 

صور: هسبريس

الثلاثاء 15 أكتوبر 2024 – 17:00

في إطار النسخة الخامسة عشرة لمنصة مختبر “المثمر للابتكار المفتوح”، وتزامنا مع اليوم العالمي للمرأة القروية، نظمت مبادرة “المثمر”، التي أطلقها المكتب الشريف للفوسفاط منذ أكثر من ست سنوات لدعم الفلاحين الصغار، بشراكة مع كلية الزراعة وعلوم البيئة التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يوم الثلاثاء بمراكش، ندوة تحت عنوان “تعزيز مرونة التجمعات القروية.. النساء الإفريقيات فاعلات أساسيات في التغيير”.

وأجمع المشاركون في جلسات هذه الندوة، التي شهدت مشاركة خبراء وأكاديميين من المغرب وخارجه إلى جانب عدد من نساء العالم القروي ومسيرات التعاونيات الفلاحية المستفيدات من مبادرات “المثمر”، على أهمية تعزيز الفلاحة المستدامة وتقوية قدرات المرأة القروية على الصمود أمام التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك المناخية.

وفي كلمته بهذه المناسبة، قال نوفل روديس، مدير مبادرة “المثمر”، إن “المرأة هي عصب التغيير في كل المجتمعات وفاعل أساسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة”، مشيرا إلى أن “اختيار هذا الموضوع لهذه الندوة يعكس الوعي بالتحديات التي تواجهها المرأة القروية التي تلعب أدوارا متعددة داخل المجتمع؛ مما يجعلها في وضع هش وسهل التأثر بالعوامل الخارجية”.

وأضاف روديس أن “المرأة القروية تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى الموارد والبنيات، وتتعرض بشكل أكبر للعوامل والتغيرات المناخية.

لذلك، يجب أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار عند تحليل وضعية المرأة الريفية”، مؤكدا على “ضرورة العمل من أجل تعزيز دور المرأة القروية في مجتمعها ومحيطها الاجتماعي والاقتصادي، ودعم مشاركتها في قضايا المجتمع لتعزيز صمود المجتمعات القروية بشكل عام”.

وأشار مدير مبادرة “المثمر” إلى أن “الندوة تُعد فرصة كبيرة لتقديم حلول مبتكرة للتحديات التي تواجهها النساء في العالم القروي؛ من خلال استخدام البحث العلمي الزراعي في خدمة هؤلاء النساء، والتفكير في كيفية استثمار خبراتهن الخاصة لإشراكهن بشكل فعال ومستدام في محيطهن وبناء مجتمع صامد ومرن أمام التحديات”.

من جانبه، قال برونو جيرارد، عميد كلية الزراعة وعلوم البيئة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، إن “مشاركة المرأة في المجتمع منخفضة جدا، خاصة فيما يتعلق بالولوج إلى الشغل والمشاركة في الانتخابات وصنع القرار، رغم الأدوار الشاقة التي تقوم بها النساء داخل وخارج المنزل”.

وأشار المسؤول الأكاديمي إلى أن “التكنولوجيا يمكن أن تساعد النساء في أداء مختلف هذه المهام”، مؤكدا على “أهمية الاعتراف بمكانة عمل المرأة في المجتمع وتسليط الضوء على إسهاماتها المتعددة، وعلى ضرورة أن يستمع الرجال أنفسهم لهذا الخطاب”.

وخلال الجلسة الأول التي تناولت آليات تعزيز صمود ومرونة المرأة في المناطق الريفية، قالت مريم أوشن، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المغرب، إن “المقصود بالمرونة والصمود هو قدرة الأفراد والمجتمعات على مواجهة التحديات والتكيف معها. وبالنسبة للنساء القرويات، فهن يواجهن تحديات اقتصادية وبيئية، إضافة إلى تحديات في الوصول إلى التعليم ومشكلة الهدر المدرسي، وكذلك صعوبات في الوصول إلى العقار والتمويل”.

وأوضحت أوشن أن “هذه التحديات تثقل كاهل المرأة القروية وتحدّ من فرص مشاركتها الاقتصادية. ولتعزيز صمودها، يجب مواكبتها وتكوينها، والرفع من قدراتها التنظيمية، خاصة في إطار التعاونيات”، مشيرة إلى أنه “رغم العدد الكبير للتعاونيات النسوية، يبقى السؤال: لماذا لا يكون لذلك تأثير حقيقي على وضع المرأة القروية؟”.

وأبرزت ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في المغرب أن “تعزيز صمود المرأة والفتاة في العالم القروي يتطلب ضمان تمتعهن بالمساواة في الفرص، ودعمهن في تطوير مهاراتهن، وتعزيز استقلاليتهن الاقتصادية وتفكيرهن المقاولاتي، مما يساعد على تقوية صمودهن في مواجهة التحديات على مختلف الأصعدة”.

وفي سياق مماثل، قال مهدي أوزين، مسؤول بفرع المكتب الشريف للفوسفاط – إفريقيا بالسنغال، إن “النساء في منطقة غرب إفريقيا يشكلن أكثر من 60 في المائة من القوى العاملة في القطاع الفلاحي”، لافتا إلى أن المكتب أطلق مبادرات عديدة لدعم النساء الفلاحات في القارة، مثل السنغال، حيث استفادت عدد من النساء من هذه المبادرات؛ وهو ما ساهم في تحسين أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى